الصناعة التقليدية
إقليم أسا الزاك هو أحد الأقاليم الجنوبية المغربية في جهة كلميم السمارة، ويقع وسط البلاد يحد شرقا بالحدود الجزائرية وجنوبا بالأقاليم الجنوبية المغربية .
2- التأطير التاريخي للصناعة بأسا الزاك
عرفت صناعة الجلد قديما دورا مهما وكانت جودتها وسيلة للتباهي وتدخل ضمن مميزات الخيام ذات السيادة والشهرة وفي التجميل ووسيلة النقل اذ يثم تجليد الراحلة أو أمشقب وتصنف الخيمة من خلال تزينها بالمصنوعات الجليدية، كما تحمل العروس من بيت أبويها الى بيت أي (خيمة) زوجها الكثير من مصنوعات الجلد، وتعتبر تلك أنفس و أجمل الهدايا التي يقدمها الجيران و الأقارب للعروس.
3- المواد الأولية المستعملة في صناعة الجلد ” الجلود والأصباغ”
يعتبر جلد الإبل والماعز من أهم المواد الأولية، حيث تقوم الصانعة أي “المعلمة” بتحويل الجلد من مادة أولية خام إلى منتوج قابل للأستعمال وذلك بنتفه ودبغه بطرق تقليدية وبمواد طبيعية متوفرة في الصحراء مثل قشور شجر “أجداري” أو قشور شجر “التمات” ثم يدهن ويمدد ويفصل وتقطع منه الصانعة ما تريد، كما تشكل الأصباغ عنصرا مهما في عملية التزيين للمصنوعات الجلدية حيث تقوم الصانعة برشم أي رسم مجموعة من التشكيلات التي تميز المصنوعات الجلدية الصحراوية ويبرز مدى مهارة الصانعة الصحراوية في إضفاء حلة زاهية على منتجاتها خصوصا إدا علمنا أن الصانعة أمية وهو ما يستوجب الإعجاب والتقدير في أن واحد إلا أن هذه الأصباغ تختلط بملامستها للسائل ما مهما كان، الشيء الذي يستوجب الإحتياط ، وتقتصر هذه الأصباغ على الألوان التالية : الأجمر- الأسود- الأخضر ثم الأصفر.
– تاسوفرة : تصنع من جلد الماعز المدبوغ ونميز بين تاسوفرت الرجل وتاسوفرت المرأة، بالنسبة للرجل تصبع من الجهة الموالية للجمل أي بطنها يصبغ وضهرها يبقى بدون صباغة ولا تنقش فلا تظهر للعيان زخرفتها حينما تحمل على الجمل وتوثق على ظهره بواسطة لعروة.
أما تاسوفرت المرأة فتصبغ من جميع الجهات وتزخرف وتظهر زخرفتها للعيان حينما تحمل على الجمل وتقفل بقفل أصفر من النحاس وتستعمل لحفظ اللباس والسكر والشاي.
– أصراما جمع أصرمي : عبارة عن وسائد تصنع من الجلد المدبوغ وتزخرف ببعض الألوان التي تتناسب مع الجلد الأحمر و الأسود و الأخضر و الأصفر وتهدب أطرافها بواسطة السيور أو خيوط رقيقة من الجلد لإعطائها جادبية و جمالية أكثر.
– أمصر : يصنع من جلد جدي صغير بعد دبغه ثم تخاط مؤخرته ومكان الرجلين الخلفيين بالجلد وتجعل لها هذوب تزين مكان الخياطة ثم يزخرف باقي الجلد بالألوان وتجعل له تشكيلات غاية في الدقة و الإتقان، أما فمه فيجعل له خيط من الجلد لإغلاقه عند الحاجة فيكون على شكل كيس صغير يستعمل لحفظ الحلي ولخواض أي القرنفل والحناء.
– المرافك : عبارة عن وسائد صغيرة الحجم ودائرية الشكل تصنع من الجلد المدبوغ سواء من جلد الغنم أو الإبل ، تصبغ وتزخرف بألوان الجلد وتتدلى منها هدوب صغيرة من الجلد على جوانبها وتستعمل للإتكاء عليها بالمرافق.
4- خاتمة
لقد شكلت الصناعة التقليدية بالصحراء جانبا من جوانب الموروث الثقافي الصحراوي الذي بدأ في اٌندثار ، رغم بعض المجهودات التي تقوم بها الجهات المعنية و التي تتطلب مزيدا من بدل المجهود وتكثيف البحت في مختلف جوانب هدا الموروث الثقافي.
أسا الزاك :
إقليم أسا الزاك هو أحد الأقاليم المغربية بجهة كلميم السمارة ، يقع وسط البلاد تحده شرقا الحدود الجزائرية وجنوبا الأقاليم الجنوبية المغربية .
– مفهوم الصناعة والصانع عند أهل الصحراء
– سنعتمد على إعطاء مقاربة أولية لهذا المصطلح انطلاقا من مجموعة من تعريفات الباحثين من داخل المجتمع البيضاني والتي تعطي نفس الصورة تقريبا عن هذه الفئة من المجتمع وهي في نفس الوقت تبين لنا دور الصانع داخل المجتمع البيضاني .
وسنبدأ بتعريف الأستاذ رحال بوبريك يقول : (المعلمين) أو الصناع هم من يزاولون الحرف التقليدية داخل القبيلة : صناعة الأواني، صناعة الجلود، النجارة، الصباغة و صياغة الفضة و الذهب .
ففي كل مخيم يوجد معلم يقوم بتوفير ما يحتاج من أدوات منزلية أو لاستعمالها في النشاط الرعوي والفلاحي. أما الطالب بويا العتيل ماء العينين فإنه يعرف الصناع هكذا: الصناعات اليدوية في الصحراء مقتصرة على طبقة معينة تسمى ( الصناع) أو لمعلمين وطبقة الصناع السالفة الذكر ينحصر دورها في شيئين : صناعة و إصلاح الأواني الخشبية و الحديدية والحلي والفضة بالنسبة للرجال ( المعلمين) وصناعة المنتجات الجلدية من طرف النساء (المعلمات).
– مكانة الصناعة التقليدية بالمنطقة قديما
يعتبر الحلي من أهم المكتسبات التراثية لدى المجتمع الحساني، وقد حضيت باهتمام كبير على امتداد الأزمنة، ولم تتخلى يوما عن المكانة التي حظيت بها لدى كافة أفراد المجتمع خصوصا لدى النساء من دوات المكانة العليا والحظوة والشرف، ولقد صيغت الحلي حتى أصبحت نقطة تنافس بين النساء إذ كانت جودتها ورونقها وسيلة من وسائل الافتخار بينهن، فلا تجد امرأة في ذلك العصر لا تملك أقل من كيلو غرام ونصف من الحلي الفضية، وقد أجاد الصناع و أبدعوا حتى تباروا في دقة الصنعة و إتقان العمل، واتخذها المجتمع رموز للتفاخر و التباهي إلى أن تخصصت بعض العائلات في اقتناء أجودها مما ساهم في جعلها محط اهتمام كبير رفع من ثمنها وزاد في أهميتها على غرار ما في البلاد العربية الأخرى.
– من أين كان يتم جلب الفضة المستعملة في الصناعة التقليدية قديما.
لقد كان يتم جلب الفضة والنحاس من طرف (أكبار) من داخل المغرب أي من فاس ومكناس ومراكش كما كانت الفضة في بعض الأحيان تجلب من مالي وفرنسا و ألمانيا خصوصا الجيدة منها ومصر وسوريا وذلك عن طريق المبادلات التجارية ثم تصل إلى المواسم التي كانت تقام في المنطقة مثل ” موسم أسا بتندوف”. وغيره فيعمل الصانع على اقتنائها من هذه المواسم التي كان يأتي إليها مع أكبار، لبيع سلعته كما شكلت القطع النقدية خصوصا تلك التي أصبحت في عهد الحسن الثاني أو المنتوجات الفضية المستعملة المتجاوزة، إضافة إلى الفضة التي يزود بها الصانع من طرف البيضان لتصنيعها من طرف الصانع من مصادر حصوله على المصادر الأولية.
– بعض أنواع الصناعة قديما
أ- حلي للرجلين
يصنع من الفضة الخالصة له شكل دائري به عقد رؤوسه تسمى “لعقد” وفيه الكبير يزن 500 غرام والصغير يزن 250 غرام، ويستعمل لتزيين الساقين لدى النساء الصحراويات، ومن سمات الخلخال أنها تجعل الحركة “حركة المرأة” بطيئة مما يزيد من جمالها خاصة و أن التأني في المشي من كماليات الجمال عند المرأة من منظور المجتمع الحساني، وتعاب عليها العجلة في السير.
ب- حلي اليدين
- الخواتم : دائرية الشكل وتصنع من الفضة والنحاس ونميز فيها بين عدة أنواع حسب نوعية الصنع نذكر منها : دك بغرايد، دك الكوس، دك الركاب، دك الخوصة.
ج- حلي الأذن :
- لخراص : عبارة عن حلقات الأذنين تصنع على شكل مسمار اعوج به شوكة تسد بها.
- بدلات : تصنع من الفضة وهي نوعان : نوع يسمى دك المحرض ونوع الثاني فهو بذلة عادية.
ج- الأساور:
المنشار : له شكل دائري غير مفتوح من الجانب ومنقوش ومزخرف وينكش “بالمنكشة ” والزحالة مثل الأشفى.
- دك السبة : عبارة من اسويرة صناعتها عادية بدون زخرفة ، دائرية على اليد.
- دك البدلة : نقرة مفتوحة من الجانب “مشركة” ومنقوشة من الجانب .
خاتمة :
وهكذا تبقى الصناعة التقليدية في عمالة أسا قطاعيا رمزيا بالمقارنة مع غنى وتنوع المهن المجودة ويشكل هذا القطاع أحد أهم القطاعات السوسيوا اقتصادية بالإقليم
› تعد طبيعة منطقة آسا الزاك ذات الخصوصية الصحراوية أهم الركائز المجتمعية في الثقافة الصحراوية الحسانية، وتتميز الحرف المتضمنة في الصناعة التقليدية بكونها في خدمة المميزات الثقافية للمنظومة القبائلية، ما أنتج حرفا مرتبطة بالانشغالات اليومية للمجتمع العشائري الصحراوي المسمى، حسب لغة السكان المحليين، «وحدة الفريك»، وهي تجَمُع للخيام وتعاون أصحابها في ما بعضها، منهم، مثلا، الرعاة والتجار والصناع «المعلمين».
خيري الناجم، 33 سنة، صانع تقليدي وحاصل على ماستر في العلوم السياسية والقانون الدستوري، قال، في تصريح لـ»تدبير»، إن الصناعة التقليدية في منطقة آسا تتسم بثلاثة مداخل أساسية، أبرزها حرف الصياغة الفضية والمنتوجات الجلدية والنباتية والقصبية، التي تعتمد في موادها الأولية على المستخلصات الطبيعية المنسجمة مع المؤهلات الطبيعية لآسا المتسمة بكثرة الواحات. وأبرز خيري أن حرف الصياغة والحلي تنقسم إلى قسمين، أولها خاص بالحلي والمجوهرات، التي يتم التزَين بها لدى الجنسين معا، حيث تتميز الحلي الرجالية بالخواتم المختلفة الأشكال (المربع / الدائري) في حين يبقى «خاتم الشريعة» المرصع بالأحجار الكريمة الشكل المميز للمنطقة الذي يصل ثمنه أحيانا إلى 1500 درهم، وهو خاتم «مشكَر»، أي ممزوج بين الفضة والنحاس، في الوقت الذي تترجح أثمنة الخواتم الرجالية ذات الأوزان بين 6 غرامات إلى 10 غرامات، ما يناهز 200 إلى 250 درهما.
حلي النساء بدورها تتميز بالتنوع والتعدد، وتتعد حسب المواسم والحفلات، وتبقى حلقات الأذن والسبحة المصنوعة من الفضة والحجر الكريم و»الصريبة»، أي القلادة، والخلخال العربي، المعروف بـ»دك الطبول المزين لمشية النساء الصحراويات، الذي قد يصل ثمنه أحيانا إلى 10 آلاف درهم، وهو الأكثر استهلاكا طوال أوقات السنة، فيما تتزين الفتاة المقبلة على الزواج بمعدن الفضة الناصعة والمسمى «الجدايل». وثاني أقسام الصياغة حرف الصياغة بآسا ترتبط بالأواني المنزلية خاصة أواني الشاي، التي تخدم أصول جلسة الشاي وقواعدها في المجتمع الحساني، فنجد فرن الفحم، والمجمار أو «الفرلة»، ووعاء الماء الساخن «المقراش المشكَر» أي المزين، و»تسميمت» أي البراد المصنوع من المعدن الخالص، إلى جانب الصينية وحافظ الكؤوس، و»المكسرة»، وهي آلية لكسر السكر، و»الشروط»، وهي معدات معدنية للمدخنين. وتنضاف إلى حرف الصياغة الفضية المنتوجات الجلدية، فنجد «تسوفرا «، وهو وعاء جلدي كان يستعمل لحمل الرجل لأمتاعه في الرحلات الطويلة، بالإضافة إلى سروج مصنوعة من الجلد والعود، تعد مطية للركوب على سنم الجمل، إلى جانب «أصرمي»، وهي الوسادة التقليدية، وكذا «دبوز العريس»، وهي عبارة عن خيوط جلدية تستعمل لضرب العروسة بضربات خفيفة ليلة العرس ترسيخا للتقليد المحلي وتوسما للطاعة والسمع لزوجها.
وقد شهد هذا القطاع تطورا مهما في منتوجاته ليتم تصغير أحجام الأشكال السابقة وتحويلها لديكورات ورموزا للتزين، إضافة بعض المنتوجات الجلدية المعاصرة كالمستلزمات المكتبية ضمانا لمتطلبات السوق.
وأبرز خيري الناجم أن قطاع الصناعة التقليدية بالإقليم شهد، أخيرا، قفزة نوعية وتطورا مهما كيفا ونوعا، من خلال ارتفاع عدد التعاونيات والإنتاجية، وعصرنة القطاع بدخول عدد من الآليات العصرية التي تسهل وتسَرع عملية الإنتاج، منها الآليات المستحدثة في تقنية «التسبيك».
وأضاف أن القطاع يعيش على قلة البرامج المدعمة للصناع والحرفيين، إلى جانب الاعتماد على الذات في التسويق للمنتوج المحلي عبر المشاركة في بعض الملتقيات والمهرجانات الوطنية، بالإضافة إلى عراقيل في الإنتاج ترتبط بصعوبة الحصول على المواد الأولية والتسويق مطالبا بإحداث برامج خاصة بتطوير سبل التسويق وتنظيم القطاع بشكل موضوعاتي ينسجم مع خصوصياته المحلية، مع دعم المبادرات الشبابية الخلاقة في المجال الحرفي ضمانا لاستمرارية هذا التراث المادي. تجدر الإشارة إلى أنه قد تمَ تعزيز الإقليم، أخيرا، بمجموعة من الوحدات والأوراش التكوينية، إلى جانب مجمَعين للصناعة التقليدية أولها بآسا، والثاني بالزاك، كما تم خلق معرض سنوي بالإقليم لدعم المنتوجات الحرفية.